محليات

تعديل شامل للحقيبة التعليمية وهيكلة جديدة للأقسام

كشف الأستاذ الدكتور إبراهيم عبد الله الأنصاري عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر، عن إجراء تطوير وتعديل شامل للحقيبة التعليمية في الكلية، فضلًا عن الشروع في هيكلة جديدة للأقسام.

ونوه باعتماد مقررات جديدة، تجمع مخرجاتها بين التأصيل والعمق الشرعي من جهة وفقه الواقع من حيث استيعاب النوازل الجديدة والتنزيل الصحيح عند ممارسة الفتوى من جهة أخرى، أو تشريح المعضلات والتحديات الفكرية والثقافية، مشيرًا إلى أن من بين المقررات الجديدة بالكلية «ظاهرة التكفير، فقه السننية، فقه التحضر، حوار الحضارات، المالية الإسلامية، المجتمعات الدينية، السيمنار».

وقال د. إبراهيم الأنصاري في حوار ل الراية: جارٍ حاليًا اعتماد موسوعة الاستغراب، باعتبارها موسوعة عالمية، وسيتم نشرها قريبًا جدًا، بالتعاون مع دار نشر جامعة قطر واللجنة القطرية لتحالف الحضارات واتحاد جامعات العالم الإسلامي، شارك في تأليف مداخلها قرابة مئة باحث مع تحكيمها دوليًا، وهي تخدم مسائل التعرف على الآخر وتعميق التفاهم والحوار.

وأشار إلى أن الفصل الربيعي 2022، شهد تسجيل ما مجموعه 835 طالبًا وطالبة (780 من البنات و55 من البنين) في مرحلة البكالوريوس في الأقسام الأربعة بالكلية الفقه وأصوله، والعقيدة والدعوة، والقرآن والسنة، والدراسات الإسلامية، لافتًا إلى تسجيل 15 طالبة، و39 طالبًا في مرحلة الماجستير، وتسجيل طالبتين و4 طلاب في برنامج واحد معتمد لحد الآن في الكلية في مرحلة الدكتوراه وهو برنامج الفقه وأصوله.

ودعا د. الأنصاري الباحثين في قطر والعالم إلى المشاركة الواسعة في موضوع الدورة الرابعة للجائزة 2022/‏‏‏‏2023، بعنوان «حوار العلوم: نحو إطار حضاري للتكامل المعرفي» حيث سيتم نشر ديباجته في شهر مارس 2022.. وفيما يلي تفاصيل الحوار:

  • في البداية .. تشهد كلية الشريعة حراكًا لافتًا في التعليم والبحث وخدمة المجتمع في مجال الشريعة والدراسات الإسلامية والعلوم والمعارف البينية التي تتقاسمها الكلية مع كليات أخرى ومؤسسات وطنية ودولية هلا ألقيت الضوء على هذا الحراك وإلى أين وصلتم فيه؟

إن هذا الحراك الشامل الذي شهدته وتشهده كلية الشريعة يأتي في سياق الحراك الأكاديمي والعلمي والبحثي الكبير الذي تشهده جامعة قطر، تتويجًا لمسار استراتيجي بدأتْه منذ سنوات، تحققت من خلاله وفي وقت قصير إنجازات نوعية ومكاسب متميزة في مجالات التعليم والبحث وخدمة المجتمع وأولويات الدولة.

وقد افتتحنا هذا الحراك، بتطوير وتعديل شامل للحقيبة التعليمية في الكلية، من خلال الشروع في هيكلة جديدة للأقسام، تفرّع عنها أربعة أقسام، بعضها كان موجودًا وتم تغيير مسماه ليتناسب مع مخرجاته الجديدة التي اعتُمدت في الاستراتيجية الجديدة، مثل قسم الفقه وأصوله وقسم العقيدة والدعوة، وبعضها أُسِّس لأول مرة، مثل قسم القرآن والسنة وقسم الدراسات الإسلامية، وحاولنا بذلك وبالتعاون والتشاور مع نخبة من الخبراء والكفاءات الأكاديمية داخل قطر وخارجها مناقشةَ واعتماد حقيبة تعليمية ملبية لاحتياجات المجتمع ورغبات وتوجهات التعليم لدى فئة واسعة من الطلبة والطالبات؛ الذين يجدون في الحقيبة باقات متنوعة، تتناسب مع رغباتهم وقدراتهم وتوجُّهاتهم، وتغطي احتياجات المجتمع وقطاعات الدولة المختلفة، منها على سبيل المثال وزارات: التربية والتعليم، الشؤون الإسلامية والأوقاف، وزارة الداخلية، وزارة الخارجية، وزارة الثقافة والرياضة،… ومؤسسات مهمة؛ مثل: مركز الاستشارات العائلية ومؤسسة التلفزيون، والصحف الوطنية، والمكتبة الوطنية،…وغيرها.

نقلة نوعية

  • وما أثر ذلك على البحث والدراسات العليا في الكلية؟

في مجال البحث العلمي حققت الكلية نقلة نوعية في سياق هذا الحراك، حيث اعتُمدت برامج جديدة في الدراسات العليا تتماشى مع أبرز التحديات التي تواجه مجتمعنا، منها برنامج ماجستير الأديان وحوار الحضارات، وتم تأسيس وحدة البحوث والدراسات وكرسي الإيسيسكو لتحالف الحضارات، استثمارًا لدور الكراسي الدولية في توسيع آفاق البحث العلمي الشامل بالشراكة مع جهات وطنية ودولية، وتحقيق مخرجات الكلية في مجال البحث وترقية مكانتها ومكانة الجامعة على المستوى الدولي في التصنيف وجودة البحوث ومؤشرات التأثير.

البحث العلمي

  • هل كان لذلك تأثير على الأسلوب التعليمي المتبع في الدراسة الجامعية بالكلية؟

أجل .. ففي مجال التعليم وفلسفة التدريس، انتقلنا إلى منهج تعليمي يراعي الجودة في مقرراته ومخرجاته، ونقصد بالجودة: الأسلوب العملي في ميدان التعليم، الذي يحقق بناءً معرفيًا وعلميًا سليمًا من جهة، ويُكسِبُ مهارات متنوّعة لها علاقة بالواقع، ليُسهم المتخرّج من كلية الشريعة في تحريك قاطرة التنمية وتطويرها في الوطن وخدمة المجتمع، حيث يكون جزءًا فاعلًا فيه، ولا يكون الحصول على الشهادة بعد فصول دراسية كثيرة لمجرّد التنظير والبحث الأكاديمي أو المدرسي المنعزل، وذلك يتطلّبُ جهدًا جماعيًا يقرِن بين النظرة المؤسسية من جهة والجهود الفردية لأعضاء هيئة التدريس والطلبة من جهة أخرى.

  • ما مدى مواكبة كلية الشريعة لتطور البحث العلمي على المستوى الدولي؟

واكبت الكلية جهود الجامعة في البحث العلمي وتطوُّره على المستوى الدولي في العقد الأخير، وأهميته في تصنيف الجامعات وتميزها، فكان تأسيس وحدة البحوث والدراسات لمواكبة هذا التطور، والشروع في إنجاز وثيقة مرجعية شاملة للشخصية البحثية، تكون إطارًا مرجعيًّا للبحث الشرعي بما ينسجم مع ثوابت وعقيدة المجتمع ويواكب التطورات الفكرية والثقافية والاجتماعية في عالم سريع متغير.

ومن أهم ما تحقق في مجال البحث العلمي ارتقاء مجلة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في سلم التصنيف الدولي، حيث حصلت على اعتماد هيئة Web OF Science ومؤشر آرسيف.. وغيرهما، وهي في الطريق السليم للحصول على تصنيف سكوبيوس (Scopus)، الذي يعد أعلى تصنيف على المستوى الدولي في جودة المجلات العلمية الأكاديمية المحكّمة.

وفي مجال البحث العلمي والأثر والتأثير الذي تركته الكلية؛ لا بد من الإشارة إلى تأسيس الكراسي العلمية ودورها في ترقية البحث العلمي المتخصص والمرتبط بالواقع وأولويات الدولة، فقد أسسنا كرسي الإيسيسكو لتحالف الحضارات، وهو ثمرة تعاون بين كلية الشريعة والدراسات الإسلامية ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة -إيسيسكو- واللجنة القطرية لتحالف الحضارات في وزارة الخارجية واللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم بوزارة التعليم العالي، وتم توصيفه في اتفاقية التأسيس على أنه هيئة بحثية متخصصة في مجال حوار الحضارات، وهو المجال الذي يحظى بأولوية في خطة دولة قطر ورؤيتها الوطنية 2013-2030، وكان مواكبًا لاعتماد برنامج ماجستير أديان وحوار الحضارات بالكلية.

المشاريع العلمية

  • ما آخر المشاريع العلمية التي قامت بها الكلية؟

جارٍ حاليًا اعتماد موسوعة الاستغراب، باعتبارها موسوعة عالمية، وتم إنجاز أربعة أجزاء سيتم نشرها قريبًا جدًا بحول الله، بالتعاون مع دار نشر جامعة قطر واللجنة القطرية لتحالف الحضارات واتحاد جامعات العالم الإسلامي، شارك في تأليف مداخلها قرابة مئة باحث مع تحكيمها دوليًا، وهي تخدم مسائل التعرف على الآخر وتعميق التفاهم والحوار، وقد اتفقت كثير من الصحف عند الإعلان عن المشروع على أهميته ودوره في العلاقات الحضارية بين العالم الإسلامي والغرب، وقد حملت عناوين بارزة ولافتة صيغت في عبارة «موسوعة الاستغراب: مشروع قطري لفهم الغرب»، للدلالة على دور قطر وجهودها في الحوار الإسلامي الغربي المبنيّ على فهم أصيل للآخر بعيدًا عن المركزية والاستقطاب وكل مظاهر العنصرية والتطرف والتغريب.

الخطة الاستراتيجية

  • ما الخطة التعليمية التي يتم اتباعها في الكلية حاليًا؟ وما حجم إقبال الطلبة القطريين على الالتحاق بالكلية؟

تمّ بناء الخطة الاستراتيجية الجديدة في مجال التعليم على هذه النظرة الجديدة التي ذكرتُها سابقًا، والمتعلقة بالانتقال بالتعليم من منهج التعليم التقليدي القائم على التلقين إلى منهج التعلّم التفاعلي النشط، الذي وفّرنا له أثرًا فاعلًا في حقيبة المقررات الجديدة، من حيث صياغتها بناء على معايير منسجمة مع النظرة الجديدة، معتمدة على الموجّهات العامّة لتوصيف الموادّ المقرّرة المعتمدة في الهيكلة الجديدة، ووثيقة سياسات وآليات تطوير البرامج والمقررات الأكاديمية، وفلسفة التدريس المعتمدة في الخطة الاستراتيجية للكلية؛ وقد كانت هذه الاستراتيجية في ضوء رؤية وبناء له أسس منهجية وأركان فكرية وقواعد علمية وشواهد تطبيقية، مرتبط بمجال الفاعلية في التعليم، ومستند إلى معطيات الفكر الإداري والتربوي.

وقد راعينا في الخطة ثلاثة محاور أولها مدى الاستجابة للتحدي، ومدى التمحور حول الطالب، ومدى قابلية المخرجات للتحقق من خلال التوافق مع البيئة والواقع والإمكانيات، وثانيها مدى توفر فرص للإبداع والابتكار بما يدعم العمق العلمي ولا يكون على حسابه من قبل الأستاذ ومن قبل الطالب، وآخرها توظيف تكنولوجيا التعليم في المقرر بما يدعم المحتوى العلمي.

قمنا كذلك بإنشاء لجان للمناهج في الأقسام المختلفة تتابع باستمرار جودة العملية التعليمية وتطوير المقررات ومخرجات العملية التعليمية وفقًا لخصوصية كل قسم وكل مقرر، وترتبط بلجنة مركزية على مستوى الكلية، تُتداول فيها كل المنجزات المتعلقة بجودة التعليم والتدريس ومدى استفادة الطلبة منها.

وقد سجّل في هذا الفصل ربيع 2022، في مرحلة البكالوريوس في الأقسام الأربعة: الفقه وأصوله، والعقيدة والدعوة، والقرآن والسنة، والدراسات الإسلامية، ما مجموعه 835 طالبًا وطالبة، 780 من البنات و55 من البنين، أما في مرحلة الماجستير، فقد تم تسجيل 15 طالبة، و39 طالبًا، أما الدكتوراه، فتم تسجيل طالبتين و4 طلبة في برنامج واحد معتمد لحد الآن في الكلية في مرحلة الدكتوراه وهو برنامج الفقه وأصوله، والملاحظ أن نسبة البنين تفوق نسبة البنات في برامج الدراسات العليا، بينما تفوق نسبة البنات نسبة البنين في مرحلة البكالوريوس وبمعدل مرتفع، ولذلك تفسيرات عديدة مرتبطة بالأوضاع الاجتماعية وسياسة الاستقطاب.. وغيرهما.

حوار الحضارات

  • هل هناك جديد بخصوص التقديم إلى جائزة قطر العالمية لحوار الحضارات؟

في سياق الحديث عن جائزة قطر العالمية لحوار الحضارات؛ فإنني أدعو الباحثين في قطر والعالم إلى المشاركة الواسعة في موضوع الدورة الرابعة للجائزة 2022/‏‏‏2023، بعنوان «حوار العلوم: نحو إطار حضاري للتكامل المعرفي» حيث سيتم نشر ديباجته في شهر مارس 2022، وبوسعهم خلال شهرين التقدم بملخصاتهم ثم التفرغ إذا ما تم قبولها لمدة سنة كاملة لإنجاز البحوث، وسيمنح الفائزون جوائز معتبرة، حيث خصص للفائز الأول 160.000(مئة وستون ألف ريال قطري)، والفائز الثاني 90.000 (تسعون ألف ريال)، والفائز الثالث 45.000 (خمسة وأربعون ألف ريال قطري)، ونبارك للفائزين في الدورة السابقة، ونسأل الله التوفيق للمُتقدِّمين للدورة الجديدة.

 

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى