خريطة طريق للنهوض بالسياحة الداخلية

دَعا عددٌ من المُواطنين الجهات المسؤولة عن إقامة المشاريع السياحيَّة في البلاد للبدء بخُطة عاجلة لإنشاء عددٍ من المرافق السياحيَّة لضيوف بطولة كأس العالم فيفا قطر ٢٠٢٢™، ودعم السياحة الداخليَّة خلال العطلات والأعياد.
وأكَّدوا لـ الراية أنَّ الدولة ما تزال بحاجة إلى عددٍ من المرافق السياحيَّة المهمة وفي مقدمتها حديقة حيوان ومدينة ألعاب مفتوحة للكبار والأطفال، والعمل على تأهيل الجزر للسياحة عبر توفير وسائل مواصلات تنقل الزوَّار بصورة آمنة إليها، بالإضافة إلى تحويل حدائق المناطق السكنية إلى حدائق حيوانات مصغرة على غرار محمية الشوعة في الخور.
واعتبروا أنَّ الدولة لديها جميع الإمكانات المادية والبشرية التي تُساهم في تحويلها إلى الوجهة الرئيسية في المنطقة لجذب السياح خلال مرحلة ما بعد كأس العالم، ولكن الأمر يتطلب تطبيق مُقترحات المستثمرين القطريين ممن قدموا العديد من الأفكار لتطوير قطاع السياحة الداخلية، فضلًا عن ضرورة قيام الجهات المسؤولة عن السياحة بتطبيق أفكار مُميَّزة ومختلفة مثل استغلال الأبراج الشاهقة في منطقة الكورنيش وتحويلها إلى مزارات سياحيَّة للأفراد للاستمتاع بمُشاهدة المناظر الخلَّابة لمدينة الدوحة ومنحهم الفرصة لالتقاط الصور التذكاريَّة.
وأشاروا إلى أنَّ البَرَّ القطري ورغم المساحات الشاسعة التي يتميزُ بها إلا أنَّه غير مستغل سياحيًا، رغم أنَّ الكثير من دول العالم تستغل المساحات الصحراويَّة في إقامة أنشطة ومراكز سياحية مهمة متمثلة في طلعات السفاري والمغامرة والمبيت في المناطق البرية، مُقترحين إنشاء منتجعات صديقة للبيئة لا تتضمن أي أعمال إنشائية وبناء، باستخدام الأكواخ الخشبية أو بيوت الشعر والخيام، حفاظًا على المكوِّنات البيئية الصحراوية.
وأكَّدوا أنَّ المنشآت السياحيَّة في الدولة ما تزال محدودة ودون مستوى تطلعات المواطنين وتحتاج إلى تطوير وتطبيق الأفكار المبتكرة التي من شأنها المساهمة في ازدهار السياحة الداخلية. واقترحوا إنشاء بعض المشاريع السياحية في المناطق الخارجية للمساهمة في ازدهارها، خاصة أن إنشاء المشاريع السياحية في المناطق البعيدة عن العاصمة من شأنه أن يعمل على تطوير تلك المناطق وجذب الكثير من المُواطنين والسيَّاح إليها.
أوضحَ حسين الحداد أنَّ الدولة لديها إمكانات هائلة وفي مقدرتها إنشاء أماكن سياحيَّة مميزة وحديثة تدخل البهجة على المواطن والمقيم والسائح، مقترحًا إنشاء بعض المشاريع السياحية في المناطق الخارجية للمساهمة في ازدهارها، خاصةً أن إنشاء المشاريع السياحيَّة في المناطق البعيدة عن العاصمة من شأنه أن يعمل على تطوير تلك المناطق ويجذب الكثير من المُواطنين والسياح إليها.
وأشار إلى أنَّه لا مانع من إنشاء محميات مصغرة في جميع المناطق على غرار محمية الشوعة الواقعة في مدينة الخور والتي تتضمن عددًا من الحيوانات والطيور، وتعتبر من المحميات التي تشهد إقبالًا من سكان المدينة، كما لابد من إنشاء حدائق مائية مخصصة لعرض الدلافين، وهي من الأماكن الترفيهية التي تلقى استحسان الزوَّار وتدخل المتعة على قلوب الأطفال.
واقترح إنشاء محمية للزهور، حيث تستطيع الدولة من خلال الإمكانات المادية والبشرية التي تتوفر لديها إنشاء مساحات مغطاة لزراعة الزهور التي تعيش في المناطق الباردة والمعتدلة وترْك جزء آخر مفتوح للزهور التي تستطيع العيش في الأجواء القاسية والحارة، معتبرًا أنَّ الأفكار والمقترحات موجودة وبالتأكيد الشباب القطري العامل في مجال السياحة اقترح العديد منها ولكن لابد من تطبيقها وعدم ركنها.
وتساءل عن الأسباب وراء سقوط السواحل القطرية- التي تحوي مساحات شاسعة من غابات القرم- من حسابات الجهات المعنية مثل جزيرة بن غنام ومحمية الذخيرة، فلابد من توفير منتجعات سياحية قريبة منها ليستطيع الزوَّار الاستمتاع بالتواجد فيها والحصول على فرصة للتجول في تلك الغابات التي تحوي أحياء مائية وأسماكًا صغيرة ومساحات ممتدة من أشجار القرم.
أكَّدَ عبدالعزيز آهن أنَّ مُعظم الأسر والشباب يتحيَّرون أين سيقضون وقتهم في الإجازة بسبب محدودية الأماكن السياحيَّة بشكل عام، ما يستدعي العمل على توفير أكبر عددٍ من المنشآت السياحية في قطر، وذلك بإنشاء المرافق التي تجذب الأسر والشباب، مشددًا على أنَّ قطر لديها جميع المقومات التي تجعلها تقوم بإنشاء أكبر حديقة حيوان في الشرق الأوسط، ورغم ذلك لا تزال هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي لا تملك مثل هذا المشروع السياحي المهم بعد إغلاق حديقة الحيوان القديمة. وأوضح أنَّ هناك فكرةً لابد من قيام الجهات المعنية بالأخذ بها، وهي استغلال أحد الأبراج الشاهقة في منطقة الدفنة وإتاحته أمام الزوَّار لالتقاط الصور التذكارية لمدينة الدوحة بالكامل، معتبرًا أنَّ هذا المقترح يُساهم في حصول الكثيرين على نشاط سياحي ممتع، ومُختلف عن الأنشطة السياحيَّة الأخرى، وفي نفس الوقت يمنح الكثيرين فرصةً لمُشاهدة معالم المدينة.دَعَا لحدان الكبيسي الجهات المعنية إلى ضرورة استغلال الجزر القطريَّة والجزر الاصطناعية الواقعة ضمن الحدود الإقليمية للدولة سياحيًا، مع الأخذ في الاعتبار عدم تحويلها إلى منتجعات سياحية، نظرًا لأنَّ أي شركة ستحصل على حق استغلالها ستقدم خدمة بسعر مرتفع، مقترحًا إنشاء مطاعم ومناطق للجلوس ومظلات ودورات مياه في تلك الجزر مع توفير وسائل المواصلات إلى تلك الجزر، والحصول من الزوَّار على مبلغ رمزي نظير نقلهم من وإلى تلك الجزر.
وأكَّد أنَّ هناك تقصيرًا من الجهات المعنية بخصوص استغلال المساحات الشاطئية المُحيطة بالدولة، فحتى الآن لا يوجد مشروع سياحي مُميز ومختلف عن المشاريع السياحية الشاطئية المنتشرة في معظم دول العالم بل على العكس معظم المساحات الشاطئيَّة المفتوحة تفتقد للمقومات السياحية بالكامل ولا تضم الدولة سوى 7 أو 8 شواطئ تتوفر فيها الخدمات، ولكنها محدودة، كما أنَّ مدينة الدوحة بالكامل لا تتضمن شاطئًا عامًا وجميع المساحة الشاطئية فيها مستغلة من الفنادق والمدن الجديدة، وجزء كبير منها للكورنيش، مقترحًا إنشاء شاطئ عام تتوفر فيه جميع الخدمات في مدينة الدوحة لإتاحة المجال أمام الزوَّار للاستمتاع بزيارته.
أكَّدَ جاسم عبدالله أنَّ مدينة الألعاب الترفيهية المخصصة للكبار على غرار مملكة علاء الدين هي أكثر منشأة سياحيَّة تفتقدها الدولة، حيث لم تساهم مدن الألعاب الترفيهية المكيفة الواقعة في المجمعات التجارية في توفير هذه الخدمة، لا سيما أنها مخصصة للأطفال والأعمار الصغيرة ولا تصلح للأعمار الكبيرة، معتبرًا أن مونديال قطر سيكون بداية انطلاق القطاع السياحي نحو العالمية، حيث ستشهد الدولة في السنوات القادمة نسبة إقبال كبيرة من السيَّاح ولابد من قيام الجهات المعنية بتنفيذ خُطة لإنشاء أكبر عددٍ من المواقع السياحية الجاذبة للسياح الذين سيزورون قطر بعد كأس العالم.
وأكَّد أن قطر لا بد أن تضع خُطة عاجلة لإنشاء مرافق سياحية في المناطق الخارجية، خاصة أن شبكة المواصلات المتطورة تسهل الوصول إلى جميع المناطق والمدن البعيدة ولابد من توزيع المشاريع السياحية على جميع المدن تجنبًا لتكدس مدينة الدوحة بالزوار وخاصة في الإجازات الرسمية للدولة، معتبرًا أن قطاع السياحة من القطاعات التي تدر دخلًا كبيرًا على خزينة الدولة، ولابد أن تسعى الدولة للاستفادة من السائح المحلي أو الأجنبي من خلال توفير أكبر عددٍ من المشاريع الترفيهية الجاذبة.
أكَّدَ خالد الهاجري أنَّ قطر تمتلك جميع الإمكانات التي تجعلها واحدة من أهم البلدان السياحية في المنطقة، ولكنْ هناك تقصير واضح في تبنِّي مبادرات المستثمرين القطريين وخاصة الشباب ممن لديهم مقترحات لإنشاء مشاريع سياحية متنوعة ومميزة ولكنهم يصدمون بإجراءات معقدة لتنفيذها، أو تجاهل من الجهة المعنية. وأكد أن البَرَّ القطري هو من الأماكن التي يمكن استغلالها سياحيًا ولكن للأسف سقط من حسابات الجهة المسؤولة عن السياحة، خاصة أن هناك مشاريع سياحية يمكن تنفيذها في المناطق البرية دون المساس بمكونات البيئة القطرية، مثل رحلات السفاري وإنشاء فنادق عبارة عن خيام وبيوت شعر في الأماكن القريبة من الروض لإتاحة المجال أيضًا للزوَّار من أجل الاستمتاع بالمساحات الخضراء في تلك الروض. ولفت إلى أن محمية العريق على سبيل المثال التي تتميز بمساحة شاسعة، وتلال رملية ووجود أنواع عديدة من الحيوانات مثل الغزلان والمها والثعالب والنباتات يمكن استغلالها سياحيًا دون المساس بمكوناتها البيئية من خلال إطلاق جولات سياحية ليستطيع السائح القطري أو الزائر الاستمتاع بمشاهدة مكونات البيئة القطرية من حيوانات ونباتات. واقترح زيادة عدد الجزر الاصطناعية في المناطق البحرية الواقعة مقابل السواحل القطرية، وتحويلها إلى منتجعات بأسعار مناسبة وفي المتناول، معتبرًا أنَّ مثل هذه الأفكار مميزة وتُساهم في توفير احتياجات الأسر القطرية وحتى السياح خلال الإجازات الأسبوعيَّة والأعياد وباقي الإجازات القصيرة.